تشافيز: من تروتسكي إلى غرامشي
أثناء قراءتي لإحدى كلمات تشافيز، صدمني مستوى تطور خطابه الذي يلقيه، فقد ناقش مواضيع عدّة لغرامشي بشكل مبسط و واضح، و بإستخدامها في تحليل الواقع المعاش في فنزويلا، و النهج الواجب إتباعه للوصول إلى المجتمع الإشتراكي. تطور وعي شخص مثل تشافيز خلال مراحل الثورة، و الذي لم ينكر تأثره بأفكار تروتسكي في البرامج التلفزيونية ، يدل على أنّه يمشي بالإتجاه الصحيح. كلنا نتأثر و نتشرب كثير من الأفكار السائدة خلال حياتنا و التي تعكس بشكل رئيسي أفكار الطبقة السائدة، فمنها يتكوّن الموروث الثقافي-الإجتماعي اللازم لبقائها و إستقرارها. و لكن تطور وعينا كأشخاص خارج إطار الواقع المعاش يدور بشكل أساسي في التفكير و تحليل مجموعة الإعتقادات الموجودة. هنا يلعب النهج و المنطق دوره الأبرز. و هذا لا يأت بالتفكير الساذج المجرد، بل من خلال تراكم معرفي و عملي ممزوج بقراءات متعددة تشذب وعينا، و هنا أتحدث عن وعي الأشخاص، فمنا بالك بوعي مجتمعي ! لذلك يبرز أهمية تطور وعي/فكر تشافيز و بالتالي نتائج عمله و نضاله.
الحراك الموجود داخل فنزويلا يجذب إنتباه المرء، فليس الجميع مؤيد مطلق لتشافيز، و لكن الأغلبية تمشي بنفس الإتجاه و النفس لتغيير مجتمع حكمته الديكتاتوريات و طبقة سيطرت على كل ثروات البلاد. إن كنت تريد رؤية مواقف الأحزاب الطبقية، فعليك بدراسة و متابعة الوضع الفنزويلي. يظهر هناك جلياً الإصطفاف الطبقي للأحزاب السياسية: أحزاب تمثل البرجوازية و ملاك الأراضي و وكلاء رأس المال الأجنبي من جهة، و الأحزاب التي تمثل تجمعات العمال و الفلاحين و سكان الضواحي و المثقفين الثوريين من جهة أخرى.
في باكستان يقف مشرّف أمام كل القوى التحريضية في المجتمع، بينما يقف تشافيز نفسه محرضاً شعبه للتغيير و تطوير الذات نظرياً و عملياً. التجربة الفنزويلية في الإشتراكية يجب أن تكون لنا خير مثال في العمل من أجل التغيير.
بعض المواقع المهمة:
إرفعوا أيديكم عن فنزويلا ، دفاتر السجن (غرامشي)