طه والمسيح

مرة أخرى يعاد فتح أبواب الخلافات بين الشعوب على أسس دينية.. فلو فرضنا أن المسلمين اتخذوا فهما مغلوطا لتصريح البابا، أو أن تصريحه كان به إسائه لمشاعر المسلمين وتجريح بالدين الاسلامي، أي كان أكثر صحة فأنا ومن وجه نظري الشخصية أرى أن كلا الإحتمالين وارد ولكن ليس هذا هو المهم، فأنا أرى وكما مر سابقا علينا من أقوال حكماء وعظماء تخدم أقوالهم و أفعالهم مصالح أمريكية وإن صح التعبير مصالح تصب لخدمة العولمة لتبث الفرقة بين الشعوب فتأخذ الحميّة بالأخيرة وتعكف الشعوب للإقتتال لمعتقداتها تاركة المجال في ذات الوقت لتلك الشرائح المدسوسة والحيتان على مستوى العالم ليقوموا بمعادلاتهم وحساباتهم ومشاريعهم بأريحية بعيدا عن تسليط الضوء عليهم أذ أن الاَضواء الآن محجوزة للعقائد!! يعني باختصار هذه الفتنة ليست سوى لعبة اخرى لشغل الشعوب ببعضها البعض وإقصائها عما يدور في فاعات الفنادق والقصور والشركات التي تستخدم الدين والعقائد ايضا كسلعة مطروحه للتسويق، تدرس كيفية تسويقة ورفع وخفض سعره بذات المنهجية التي يرفع ويخفض فيها سعر سانديش الفلافل! هذا ولا شك في استخدامه لتنحية الشعوب عن مجريات الحياة السياسة على الصعيد العالمي وترك القادة لتصفياتهم ورسم معالم خرائط عالمهم المرتجى

والدين في الناس حقل ليس يزرعه غير الألى لهم في زرعه وطر
مـن آمـل بـنعـيم الخـلـد مـبـتـشـر ومن جهول ييخاف النار تستعر
فالقوم لولا عقاب البعث ما عبدوا ربّا ولولا الثواب المرتجى كفروا
إنما الدين ضرب من متاجرهم إن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
ليس في الغابات دين لا ولا الكفر الفبيح
فــإذا الـبـلـبـل غنــى لم يقل هذا الصحيح
إن دين الناس يأتي مثل ظل ويروح
لم يقم في الأرض دين بعد طه والمسيح
أعطني الناي وغني فالغنا خير الصلاة
وأنين الناي يبقى بعد أن تفنى الحياة

جبرا خليل جبرا- المواكب

by: mowatina