مظاهرة للنظام .. تتحوّل إلى مظاهرة حمراء

كعادته، يعطي الحاكم الإداري (المحافظ) موافقته بإقامة أيّ إجتماع، فعالية، مسيرة أو حتى لقاء عام قبل وقت قصير جداً من الموعد المحدد، ممّا لا يعطي أي فرصة لمؤسسات المجتمع المدني المختلفة لدعوة أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا.

اليوم، قامت مسيرة من الجامع الحسيني بوسط البلد، شاركت فيها مختلف أطياف الشعب، من العامّة و الجمعيات و الأحزاب و رجال النظام (مخابرات بزي مدني) و حتى طلاب من المدارس.
و لكن لم تجري الأمور كما يريدها البعض .. فقد احتشد الناس و بشكل واضح حول شبيبة الأحزاب اليسارية الذين قادوا المسيرة و هتفوا ضد العدوان على لبنان و فلسطين .. و الأهم من ذلك : ضد قمع الحريات و الوضع العرفي الأمني الذي نعيش في كنفه.
حاول بعض أفراد الأجهزة الأمنية إختراق هذه المسيرة كعادتهم، و لم تنفع محاولاتهم المتكررة .. حتى انّ الكثير من الناس كانوا يوبخونهم و يسموهم بالمخربين. و عند نقطة نهاية المسيرة، علت الأصوات و بشكل ملحوظ جداً من جميع الناس ضد قانون الإجتماعات العامة، و ضد سياسة القمع و الجوع لإخراس الناس .. بالطبع بدأت الأجهزة الأمنية تحاول السيطرة على الموقف .. فأرسلت شاحنة صغيرة تحمل سماعات كبيرة تردد أغاني للملك!
لحق بعض من أفراد الأجهزة الأمنية ببعض الرفاق بأوامر من أحدهم، و لكن تغطية الناس للرفاق و مساعدتهم لم تعط أي مجال للإمساك بأحدهم.
الشارع الأردني اليوم ظهر بوضوح أنّه مع المقاومة في فلسطين و لبنان .. و لكنه في الوقت نفسه له نضال من نوع آخر هنا في الأردن .. ضد جميع أشكال القمع الموجودة.

لا لقانون الإجتماعات العامّة .. لا للإعتقال الإداري .. لا لقانون الإنتخاب بالصوت الواحد .. نعم لأردن ديمقراطي حر