2/11/2007

العمّال: الحاجة إلى تنظيم ذاتي

مقدمة
منذ أواسط القرن 19 بدأت معالم شريحة جديدة نسبياً بالظهور، العمّال. اشتد ساعد الثورة الصناعية في بلدان عدّة مثل بريطانيا، و ظهرت فيها مناطق صناعية خاصة في الشمال. هذه المعالم و التي ذكرت في الكثير من الأعمال الأدبية و الفكرية في ذلك الوقت كانت سوداوية و لا تنبئ بمستقبل جيد للأغلبية. حيث تُمحا آخر جذور الإقطاع ، و الكثير من الفلاحين إنتقلوا من المناطق الريفية إلى ضواحي المدن الكبرى، حيث الإستعباد الجديد، بيع جهد العقل و الجسد مقابل المال .. الذي بدأ تراكمه بأيدي البعض يعجّل بتطور الصناعات و تبيان ملامح الطبقات الجديدة .. المستغلة (بفتح العين) و المستغلة (بكسر الغين).

بدء التنظيم الذاتي
خلق الإستغلال الذي يتعرض له العمّال الحاجة إلى أيّ نوع من التساند و تشكيل مجموعات للدفاع عن حقوق العمّال، تطورت فيما بعد إلى منظمات عمّالية، ثمّ إلى نقابات. هذه التنظيمات (المنظمات/النقابات) هي أدوات من أدوات التنظيم الذاتي، الوسيلة التي نستخدمها للوصول إلى مبتغانا. و لكنها لوحدها ليست كافية .. كيف ذلك؟ ماذا نحتاج إضافةً إلى هذه الأدوات؟
تاريخياً، و على الصعيد العمّالي تحديداً، تمّ إستخدام هذه الأداة بأشكال مختلفة، هذه "الأشكال" إن صح التعبير هي نتيجة ل"آراء" معينة، أو لنسميها "نظريات" معينة. هذه النظريات التي قادت التنظيمات العمالية كان لها تجارب مختلفة في بريطانيا، في تلك المرحلة التي تحدثنا عنها. التجربة الأولى كانت بأول إضراب في العالم في العام 1842 كما أذكر، و الذي استمر لشهر كامل، شارك فيه آلاف العمّال، اضطروا في النهاية إلى الرجوع إلى أعمالهم. إعتقد منظمو هذا الإضراب أنّ الضغط الإقتصادي وحده هو كاف لنيل حقوقهم. و بسبب تعدد الإتجاهات و عدم وضوح النهج، تمّ تشتيت القوة العمّالية. كما أنّ اليأس الذي وصل إليه البعض نتيجة أعمال الفوضويين كان له أثر كبير.
في هذه الظروف، و تحديداً في عام 1848، تمّ كتابة البيان الشيوعي. ما الجديد في هذا البيان؟ و لماذا كان له أثر لاحقاً على سير القضايا العمالية؟
الأفكار الموجودة في هذه البيان عديدة، أترك للقارئ مسألة التوغل فيه، و لكن ما يهمني ذكره الآن، هو أنّه تشكّل للطبقة العاملة نهج قادر على أن يدلهم إلى الطريق الواجب سلوكه و مدّهم بالأدوات اللازمة لذلك، بالتحليل العلمي. ولكن هل كان لهذا "التحليل" و "النهج" أيّ نتيجة تذكر؟ الواقع، أعمى من قال عكس ذلك! نحن جميعاً نعمل 8 ساعات يومياً نتيجة نضالات عمالية أخضعت أرباب العمل، و كان تتويج ذلك في الأول من أيار 1856. بالإضافة إلى الكثير من الأمور الأخرى مثل التأمين الصحي و الضمان الإجتماعي و تشكيل الجمعيات التعاونية و ضريبة الدخل النسبي و التعليم المجاني الخ الخ .. و التي قد تتفاوت من بلد إلى آخر.

العمل النقابي في الأردن
بدأت الحاجة إلى وجود منظمات عمالية مع بدء تشكل طبقة عمالية في الأردن، و قد كان للفلسطينيين اللاجئين دفعة كبرى في ذلك، فالكثير منهم كانوا من العمّال، بالإضافة إلى الرأسمال الذي انتقل بدوره من فلسطين إلى الأردن و بدأ يقيم بعض الأعمال والمصانع. في العام 1955 تشكل الإتحاد العام للنقابات العمالية في الأردن.
النقابات العمالية في الأردن حالياً "مسوسة". فهي عديمة الحركة و لا تقدم خدمات مهمة للعمّال و لا تقوم بالدفاع عنهم و نيل حقوقهم، السبب الرئيسي وراء ذلك مطاردة و مضايقة المناضلين العماليين من قبل الأجهزة الأمنية.

لنا عودة

2 comments:

Anonymous said...

jameel
go on

Anonymous said...

salamoooooooo

لك جزيل الشكر
...

أوافقك الرأي بأنه فعلاً لم تعد النقابات العمالية تعمل من أجل مصلحة العمال بشكل كبير وهذا يعود للأسف إلى التضييق الذي تتعرض له رغم الهدف الأساسي الذي خلقت ووجدت من أجله!!!!
كما لا ننسى المضايقات التي يتعرض لها العامل ... والجهل الذي يحاولون نشره بين العمال...حيث أنه في حلات كثيرة نرى عمال تنهب حقوقهم وتؤخذ امتيازات من حقهم أن يأخذوها عند التقاعد!! ومن هنا يجب نشر الوعي والتعريف بحقوق العمال في جميع البلدان حتى نطبق حقوق العمال ونوحد مساعيهم...
تحياتي ...وتقديري...