3/22/2007

نواب الله

ناب ، ينيب فهو نائب
نائب الشعب، نائب القاضي ، نائب بطيخ .. كلهم نواب. لهم شرعية ما لأن يكونوا نواباً عن فئة ما. و لكن هل سمعتم عن نواب الله؟ يعني رسول الرعاية الإلهية، رسول الخلاص الإلهي، حامي الفضيلة على الأرض .. سمهم ما شئت، لأنني لا أراهم إلا مجددي محاكم التفتيش العصرية.
هؤلاء الذين يحملون عدسة من نوع خاص ليست لدى العوام من الناس، ينظرون من خلالها، وهي -أي العدسة- ميكروبية صغيرة لا تستطيع أنت و لا أن -أي العوام- أن نرى من خلالها. و السبب بسيط، هو أنك نكرة، مثلي تماماً تحكمك العواطف و الأهواء و الغرائز .. لذلك هم من يحكمون و يعطون التصنيف، أبيض أو أسود. لا وجود لثقافات مختلفة عندهم، و التي ما هي إلا تراكم تاريخي على الشعوب و تبادل أنساني لا نهائي. الآخر غير موجود .. و أنا هنا لا أتحدث عن الخطأ و الصواب في الرأي، فالموضوع نسبي. و لكن على الأقل الإعتراف بوجود الآخر نفسه مرحلة لم يصل إليها هؤلاء. فكل ما يخرج من هذا الآخر هو رذيلة، كفر، زندقة، ردة، مؤامرة على دينهم/عقيدتهم/أمتهم/إتجاههم ..
كثيرون من هم ضحايا هذا التوجه
مهدي عامل : إغتيال
حسين مروة: إغتيال
نصر حامد أبو زيد: ملاحقات
فرج فودة: إغتيال
نوال السعداوي: ملاحقات
سيد القمني: ملاحقات
نجيب محفوظ: ملاحقات
طه حسين: ملاحقات
علي عبد الرازق: ملاحقات
أحمد صبحي منصور: ملاحقات
مارسيل خليفة: ملاحقات
وغيرهم الكثير لا تجول أسماءهم في ذاكرتي الآن
البعض من هؤلاء، نواب الله، قد يكون نائب ثنائي .. اي نائب لله و نائب برلمان في الوقت نفسه. فيقومون "بإتحافنا" و "مفاجأتنا" بأبهى الألعاب البهلوانية .. أقصد الأحكام الجديدة.
فتارة يخرج لنا نواباً يمدحون قاتل مثل الزرقاوي و يعتبرون ضحايا تفجيرات الفنادق ليسو شهداء. و تارة أخرى يخرج علينا نواباً يهاجمون الكاتبة نوال السعداوي لإحدى مسرحياتها .. أمًا الجديد عندهم الآن قادم من البحرين. فقد قام بعض "النواب" بالمطالبة بعمل تحقيق حول العمل الأخير لمارسيل خليفة (بالتعاون مع الشاعر قاسم حداد) "مجنون ليلى"!

No comments: